Amna

April 25, 2021

كيف أربي أبنائي بالقصص النبوية

من الأمور القليلة التي أفتخر بها في تربيتي لأبنائي الثلاثة، قراءتي لهم كل ليلة قصص الأنبياء  للكاتب أحمد شفيق بهجت من كتاب ضخم طبعته لهم في المكتبة حين تعذر علي شراؤه. وصلنا الليلة إلى قصة سيدنا عيسى عليه السلام، ووصلنا إلى مقولته المأثورة "من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر". 

أبنائي يبلغون التاسعة والسابعة والرابعة من العمر، وفي هذا الجزء من القصة توجب علي شرح معنى الزانية، ومعنى كهنة اليهود، ولماذا لم يطبق سيدنا عيسى عليه السلام عقوبة الرجم للمرأة الخاطئة كما أشار عليه الكهنة حين أرادوا إحراجه في تطبيق تعاليم شريعة سيدنا موسى عليه السلام. 

أما الزانية فكان شرحها سهلا، لأن قاعدة أساسية في مشاهدة الأفلام هي إغماض العين عند مشاهدة القبل، وهذا كان أقرب مثال للمرأة التي ترتكب الأخطاء مثل السماح للرجال الغرباء بالاقتراب منها. 

أما الجزء الصعب، فكان شرح القبلة للأطفال ولم هي خطيئة بين الغرباء وكيف هي أمر صحيح بين الأزواج، الأمر الذي صدمني حين لم يكونوا يعلمونه. كان محرجا أن أشرح لهم أنه محرم إلا بين الأزواج في ظل صدمتهم وتفاجئهم. 

كل يوم يعلمني أطفالي شيئا جديدا، درسهم اليوم لي كان غير متوقعا كما كان درسي لهم. يزيدني هذا فخرا أنني أسعى معهم لتعليمهم أمور الحياة من قصص الأنبياء، وإلا فكيف كان بالإمكان أن أشرح لهم هذا، وكيف للفائدة أن تصلهم من دون سياق القصة النبوية، وكيف كان لي أن أشرح لهم خطيئة اللواط لولا قصة سيدنا لوط عليه السلام. 

تأخذ القصص من وقتي الكثير، وهي ليست قصصا للنوم فقط بقدر ما هي مساحة لثلاثتهم أن يعبروا عما في نفوسهم ويسألون الأسئلة ويخبرونني القصص ويطلعوني على مخاوفهم. هي توثيق لإيمانهم وتقوية لعقيدتهم باستخدام أحسن القصص وسماع آيات الله ضمن سياق القصص. 

الكتاب يسرد قصص أنبياء الله للكبار ولكني أقرأه لهم قدر الإستطاعة كل ليلة قبل النوم لقضاء وقت ذو جودة مع أطفالي ولبث الطمأنينة فيهم، لا تحكمنا قواعد كثيرة ولذلك تتخلل قرائتي لهم الكثير من المقاطعات - المتعبة ولكن ضرورية للتواصل خاصة مع اختلاف أعمارهم واستيعابهم. 

تنام بنتاي قبل ولدي الأكبر. وألخص لذات السبع سنوات في الليلة اللاحقة ما فاتها. هذا جهد كبير آمل أن يثمر فيهم وأن يسترشدوا بالقيم ويتسلحوا بحناني حينما يشبون في مواجهة هذا العالم.