هي عبارة عن منظومة حاسوبية؛ تعرف بـ «تكنولوجيا سلسلة الكتل» أي أن هناك دفتر حسابات يقوم بتسجيل جميع مصادر الأصول الرقمية وحفظهم. ما يميز هذه التقنية ومن خلال منظور هندسي؛ لا يمكن تعديل البيانات الموجودة على البلوكتشين ومما يجعلها تقنية حديثة مطورة لعدة صناعات مثل النقود والمدفوعات والفواتير، وتطبيقات تعتمد على آلية التوافق، والعقود الذكية، والأمن السيبراني، والرعاية الصحية من بين صناعات أخرى كثيرة.

ويوجد تعريف آخر لهذه التقنية:

البلوكتشين عبارة عن ابتكار تكنولوجي لا مثيل له. هذا الكمبيوتر المتطور الافتراضي يعيش ويعمل فوق شبكة من أجهزة الكمبيوتر التي توفر ضمانات متعددة بناءً على قابلية التدقيق القوية «audibility» ونظرية اللعبة «game theory». يقوم هذا الكمبيوتر بتشغيل برمجيات ستستمر في العمل كما هو مصمم ومقصود.

يقول كريس دكسون: «البلوكتشين ببساطة كمبيوتر يستطيع أن يلتزم بما تريد بشكل مطلق ونهائي».

هل هناك مثال تطبيقي يسهل استيعاب هذه التقنية؟

أكيد، مثال جميعنا نعرفه: البتكوين، برمجة البلوكتشين للبتكوين لن تتغير ومبنية على عدة معايير:

ما تملكه فهو لك وافعل به ما شئت.

كيف تعمل سلسلة الكتل «البلوكتشين»؟

تعتمد البلوكتشين على ثلاث مكونات رئيسية: الكتل «blocks»، وعُقد «nodes»، ومعدنين «miners». والآن دعونا نتكلم عن تفاصيل كل مكون.

1. الكتل «Blocks»

تتكون كل سلسلة «chain» من عدة كتل، وكل كتلة لديها ثلاث عناصر أساسية:

2. التعدين «mining»

يقوم المعدنين بإنشاء كتلة جديدة على الشبكة من خلال عملية خوارزمية تسمى بالتعدين. في البلوكتشين، كل كتلة تحتوي على عنوان فريد «Nonce» ورمز مشفر «Hash» فريد خاص بتلك الكتلة ويجب عليها أيضًا الإشارة إلى الكتلة السابقة والربط بينهما عن طريق رمز الكتلة السابقة المشفر «Previous Block Hash» والذي يساهم بخلق رمز مشفر جديد لهذه الكتلة الجديدة، لذلك فإن عملية التعدين ليست بالأمر السهل.

يستخدم المعدنين برنامج خاص يقوم بحل مسألة رياضيات معقدة من أجل إيجاد رمز فريد «Nonce» لإنشاء رمز مشفر «Hash» مقبول ومعتمد من قبل منظومة البلوكتشين. كما ذكرنا قبل قليل فإن الرمز الفريد يتكون من 32 رقمًا، والرمز المشفر لديه 256 رقمًا؛ فهنالك ما يقارب 4 مليارات احتمال لإيجاد ذلك الرمز المشفر الممزوج بالرمز الفريد والذي يتم تعدينه عند إيجاد الرقم الصحيح، عليك أن تتخيل صعوبة هذا الأمر والتكلفة والوقت المطلوب لتنفيذ عملية التعدين هذه. عند إيجاد ذلك الرمز المشفر الصحيح فيطلق على الرمز الفريد «Nonce» بالرمز الذهبي وتضاف هذه الكتلة إلى شبكة البلوكتشين.

سيكون الأمر شبه مستحيل عند الرغبة في تغيير كتلةٍ ما والذي يترتب عليها إعادة تعدين كل كتلة أتت بعد هذه الكتلة المعدلة وهذا هو السبب الذي يجعل تقنية البلوكتشين جميلة ومكلفة في آنٍ واحد، ومن الصعب التعامل معها. فكر في أن هذه التقنية، تقنية البلوكتشين، هي الأمان التقني "الثقة المطلقة" الذي خُلق من محض علم الرياضيات، نظرًا لأن العثور على الرمز الذهبي «Golden Nonce» يتطلب قدرًا هائلًا من الوقت والكهرباء وقوة الحوسبة.

عندما يتم تعدين كتلة جديدة بنجاح تتم المصادقة والموافقة عليها، وبعدها يتم قبول التغيير هذا من قبل العُقد الموجودة على شبكة البلوكتشين وفي المقابل يتم مكافأة المعدن ماليًا؛ إعطاءه بتكوين أو ساتوشي.

والآن سنشرح المكون الثالث والأخير، كيف تقبل العُقد هذا التغيير:

3. العقد «Nodes»

نظرًا لأن تقنية البلوكتشين تعتمد اعتماد كلي على أساس مهم للغاية؛ اللامركزية، يلعب هذا المكون "العَقد" دورًا رئيسيًا وبالغ الأهمية. وبما أنه لا يوجد كمبيوتر أو منظمة واحدة يمكنها امتلاك السلسلة، إذًا العَقد بدلًا من الكمبيوتر هو الذي يربط السلاسل مع بعضها البعض. هذا العقد يقوم بربط السلاسل من خلال دفتر السجلات الذي يعيش على الشبكة كما ذكرنا قبل قليل وعندها تحتفظ تلك العُقد بجميع نسخ البلوكتشين "سلسلة الكتل" وتبقي الشبكة على قيد الحياة باستمرار والعمل على النحو المطلوب.

كل عقد يحتفظ بنسخته الخاصة من البلوكتشين وأي سلسلة جديدة (كل سلسلة جديدة تعدّن بطريقة خوارزمية) يجب أن توافق عليها الشبكة، وبعد التحقق والتوثيق ومن ثم تحديث الشبكة؛ يتم ضم تلك الكتلة إلى باقي الكتل وهكذا. كل العمليات السابقة مثل التحقق والتوثيق والتحديث ومن ثم الربط هي من خصائص ومهام هذا المكون الرئيسي: العقد.

كما تعلم أن البلوكتشين أو سلاسل الكتل مبنية على مبدأ الشفافية، يمكنك فحص كل عملية تقع في دفتر السجلات الموجود على الشبكة وتستطيع عرضها بسهولة. ويتم منح كل مشارك ومساهم في تقوية وتحديث الشبكة رمز خاص يوضح معاملاتهم، كما شرحنا في مكون الكتل.

هذه التقنية بشكل عام تساعد على جمع بين المعلومات العامة من جهة وبين أنظمة الضوابط والموازنات من جهة أخرى من أجل تحقيق العدالة، والحفاظ على النزاهة، وخلق الثقة بين المستخدمين.

«يمكن اعتبار البلوكتشين على أنها تمتلك قدرة هائلة في توسع الثقة من خلال التقنية».

آمل أن أكون قد وفقت في تبسيط ونقل هذه المعرفة، ولا نستغني عن دعمك إما في نشر هذا المحتوى أو الاشتراك أو حتى متابعتي في تويتر.

يمكن الاشتراك في هذه النشرة الاخبارية في المربع السفلي أو متابعتي على تويتر وقراءة هذا الموضوع على هذا الرابط 

شكرًا لك.